مختصر الأضداد لابن الأنباري لتقيِّ الدِّين بن عبدالقادر التَّميمي( 1010هـ) وترتيبه لحَسَن بن تَقِيِّ الدِّين التَّميمي
الملخص
تكتسب الآثار العلمية أهميتها من أمور كثيرة منها :ضخامة الجهد، وإتقان العمل، وإصابة الهدف، وقد اجتمعت هذه الأمور في كتاب لغوي لابن الأنباري، هو كتاب الأضداد، فهو أكبر الكتب المعنية بجمع الفاظ هذه الظاهره، وأحفلها بالنقاش، وأكثرها ثروة من الشواهد والنصوص، مما جعل الجهود خلال تاريخ علم اللغة الطويل تنصرف إليه، بالاستفادة منه والصدور عنه، ومن أبرزها جهد بذله أحد علماء القرن العاشر، هو تقي الدين التميمي المتوفى سنة 1010 هـ، فقد اختصر الكتاب، وخلصه من كثير من الاستطرادات والنصوص، التي قد يحول تكاثفها بين القارئ وبين الوصول بسرعة إلى الدلالة المتضادة، ولم يقف جهد التميمي عند هذا، بل إنه أبدى موقفا من بعض ألفاظ هذه الظاهرة، فتعقب ابن الأنباري في بعض المسائل، وحقق فيها، مما يجعلنا أمام نص له إسهامه في تاريخ نقاش ألفاظ هذه الظاهرة، وقد اتصل بهذا الجهد جهد آخر، بذله ابن المختصر حسن بن تقي الدين التميمي، الذي رتب المختصر، وخطا به خطوة تقربه لطلاب العلم، وحين اطلعت على المختصر في صورته التي بقي عليها بعد ترتيبه، رأيت صرف جهدي إلى تحقيقه، خدمة للعربية وللمهتمين بظواهرها، وإحياء تراثها، وكان اعتمادي في التحقيق على نسخة فريدة محفوظة بمكتبة تشستربتي في دبلن، برقم 5060 في 92 ورقة، ومنها مصور في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والنسخة واضحة الخط مكتوبة بقلم النسخ، سليمة من العيوب، وهي حديثة النسخ، ويبدو أن ناسخها هو مير حسن الزهدي بن خليل باشا، في 27 رمضان سنة 1262 هـ، وعليها تملكات لعدة أشخاص، وقد اعتمدت في التحقيق على عدد من مصادر ألفاظ هذه الظاهرة، أبرزها كتاب الأضداد لابن الأنباري، وعلى مراجع كثيرة، أفدت منها في خدمة النص، وخدمة قارئه.