مواقف المفسرين من المعرَّب في القرآن الكريم
الكلمات المفتاحية:
غير متوفرةالملخص
اختار الله تعالى اللغة العربية لتكون هي اللغة في مخاطبة عباده ، ووعاء لكتابه الخالد، وكلامه الخاتم، وفي ذلك الاختيار دليل على عظمة تلك اللغة، قال تعالى: كتب فصلت أيته قرآن عربي لقوم يعلمون
و هذا التصريح الذي ورد في القرآن الكريم بكونه نزل عربياً على رسول الله صلى الله عليه و سلم دفعني إلى مراجعة كل الآيات التي تحدثت عن عروبة القرآن الكريم. فإذا كان القرآن الكريم قد اشتمل على أفصح لغات العرب فهل وردت فيه ألفاظ غير عربية ؟ وللإجابة عن هذا السؤال ،كان هذا البحث الذي تتبعت فيه أراء العلماء عامة والمفسرين خاصة وقد انتهيت إلى عدة نتائج منها : أن وجود المعرب في القرآن الكريم لا ينقص من بلاغة القرآن وإعجازه ، لأن العرب تداولوا تلك الألفاظ وأخضعوها لمقاييس كلامهم قبل نزول القرآن بها ، وما قيس على كلام العرب فهو من كلامهم .
إن اشتمال القرآن على لغات أخرى غير العربية يدل دلالة واضحة على عالمية القرآن لاشتماله على لغات كثيرة لأمم عديدة بخلاف الكتب السماوية السابقة التي خصت بأقوامها.أن معظم العلماء من اللغويين قالوا بوجود المعرب في القرآن الكريم انطلاقاً من تعمقهم في اللغة وتطورها بخلاف الفقهاء الذين رفض معظمهم فكرة وجود المعرب في القرآن الكريم اعتماداً على ما فهموه من قوله تعالى: â إنا أنزلناه قرآناً عربياً ... á أما المفسرون فمنهم من رفض وجود المعرب في القرآن الكريم اعتماداً في نظرتهم على تنزيه القرآن ولغته التي تعتبر من أوسع اللغات وأقدمها ، و أن ما قيل فيه إنه معرب إنما هو من قبيل المشترك بين اللغات ، إلا بعض أسماء الأعلام، فإنه لا خلاف بين العلماء في كونها أعجمية . إما معظم المفسرين فذهبوا إلى القول بوجود المعرب في القرآن الكريم انطلاقاً من كون تلك المعربات دخلت إلى لغة العرب وعربت قبل نزول القرآن الكريم بها.