حجية سكوت القرآن على القول المحكي فيه عن غير الأنبياء في الدلالة على إقراره
الكلمات المفتاحية:
القول المحكي، دلالة السكوت، بيان الضرورةالملخص
قال الحق سبحانه حكايةً على لسان العزيز" يوسف أعرض هن هذا"(وسف 228)، وقال على لسان امرأة عمران: " فتقبلها ربها بقبول حسن" ال عمران/36؛ وهذا – ونحوُه من الأقوال المحكية في القرآن عن غير الأنبياء عليهم السلام – أثارَ حفيظة بعض المعاصرين، واستشكلَ الاستدلالَ به في إثبات الأحكامِ والأخبار؛ حتى ردَّ حجيَّةَ تلك الأقوالِ جملةً، أو أحدَث جدَلًا فيها، وتأوُّلًا لها؛ بما هي كلامُ غيرِ الله في الأصل، وأنها لذلك لا تَتَّجِهُ دليلاً، ولا تَصِحُّ قيلًا؛ وبخاصة أن حجيَّتها لو سُلِّمَتْ - لبقيَ أنها مستفادةٌ من مجرد سكوت القرآن عليها، وهو ما لا وفاقَ في قَبوله، ولا إجماعَ على قوة دلالته على التقرير.
وبالرجوع إلى مظان المسألة لم أجد من فصَّل فيها المذاهب، ولا الأدلة، إلا بقدر ما لا يخرج عن الإلماح والإشارة، وجوابِ المعترض على الاستدلال بمحكيٍّ في القرآن عن غير الأنبياء في مسائلَ من الفقه والأصول؛ وهو ما أحوج إلى الإسعاف بتكميل الكلام على القضية؛ بتفصيل الأقوال فيها، والمباحثة في أدلتها، وتقرير الراجح على الوجه المرضي المحمود.
فهذا ما جاء البحث لأجل بيانه، وما سيق له في قلبه ولسانه، مُنْتِجاً أن القول المحكي في القرآن عن غير الأنبياء حجة في إثبات الأحكام به؛ اعتباراً بحجية سكوت القرآن عليه في الدلالة على إقراره، وبأن دلالة سكوت القرآن على إقراره من الدلالات المعتبرة عند الأصوليين؛ بما هي دلالة عقليةٌ التزاميَّةٌ، لا يضر بعد ذلك أنها التزامية التزاماً بالمعنى الأعم، ولا أنها غيرُ لفظية، ولا أنها بيانُ ضرورةٍ فقط، لا إشارةُ نصٍّ أيضاً، ولا غيُر ذلك مما اشْتَبَهَ ببيان الضرورة من الدلالات اللفظية.