دعاوى تجديد التفسير في العصر الحديث المصطلح، والمفهوم، والمنطلقات تحليل ونقد

الملخص

هذا البحث  يعد  جزءا من مشروع بحثي واسع  يهدف إلى دراسة دعاوى  تجديد التفسير في العصر الحديث ، وتم بحث  محاور في هذا الجزء الأول تمثلت بما يلي :  مصطلح التجديد من حيث المفهوم والمعنى ،  علاقة الدعوات لتجديد الدين وتجديد التفسير ، مدرسة المنار وما لها من دور  حديث  في تجديد التفسير ، منطلقات التجديد وأسسه المشرعة له . وتتكون الدراسة من مقدمة ، وستة مباحث ، وفهرس للمصادر .   ومن أهم نتائج  البحث التي تكشفت للباحث / 1/  دعاوى تجديد التفسير كانت في جزئها الأكبر تحت منظومة دعاوى تجديد الدين، في دعوات شاملة عامة،فواجب ٌ على الباحثين, وأهل العلم دراسة هذه القضية المهمة في نسقها التاريخي الفكري دون فصل يغيب معه كثير من مفاصل هذه الدعوات ووجوهها . 2/  قضية تجديد التفسير اختلطت فيها الدعوات والمنطلقات والمفاهيم ، ومصطلح التجديد ذو إثارة وتنازع سببه الاشتراك في المصطلح بين هذه الأمة ,وأمم أخرى حمل التجديد فيها  دعوات لطي بساط الدين ,وتعاليمه, وحصره في العبادات ,وترك الحياة بمختلف وجوهها لغير سلطانه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى سرت تحت جناح هذا المصطلح دعوات هدَّامة جعلت التجديد تبديداً وتغييراً لمعالم الشريعة ,ورسومها وأصولها ، ففصلت بين حاضر الأمة وموروثها النقي الأصيل. 3/أن أسس دعوات التجديد ومنطلقاتها يمكن تلخيصها تحت ثلاثة محاور: الأول: يتعلق بالنصوص القرآنية من حيث شمولها واستيعابها الذي لا ينتهي  ، المحور الثاني: النص النبوي المبشر بتجديد دين الأمة على رأس كل مئة سنة، المحور الثالث: واقع العصر الباذخ تطوراً مادياً ورقياً حضارياً ,وحال الأمة, الهزيل علماً,المتأخر حضارة ,المنهزم عزما ونفسا . 4/  أجمعت الكتابات الحديثة – أو قاربت - على أن مدرسة المنار (الأفغاني وعبده، رضا) حاملة لواء التجديد في التفسير في العصر الراهن ، وحملت رؤية الباحثين المهتمين بقضية التجديد و بمدرسة المنار؛ احتفاء بالغاً ,وثناء عاطراً لما قدمته المدرسة للتفسير وللناس من تجديد وإصلاح وريادة ، لكن الفرق واضح بين المنهج, والمقصد . 5/ تبين لي أن مصطلح التجديد له أربع أنحاء وأركان:    أ – إحياء القرآن عملاً, وتطبيقاً ,واحتكاماً وردا إليه. ب – تنقية النصوص القرآنية مما لحق بها من شوائب البدع ,والأوهام  ج – تقريب كتب التفاسير ,وتيسيرها إلى الجيل المسلم المعاصر .

د – تغيير المنهجية المقررة في تفسير الكتاب، واستبدال ذلك بمناهج وأصول متنوعة المشارب تحت ذريعة تطور  الواقع ,وتمدن العالم ,وتأخر الأمة ,وضعفها. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين.