التخصيص بالبدل عند الأصوليين
الملخص
عُني الأصوليون بالدلالات عناية فائقة ، وأولوها ومباحثها اهتماما كبيراً ، وقد حظيت مباحث التخصيص بالمكانة اللائقة من هذا الاهتمام ، وقد كان للمخصِّصات المنفصلة النصيب الأكبر من تلك العناية ، أما المخصِّصات المتصلة فكان نصيبها أقل حظاً فاقتصروا على الإشارة إليها غالباً مع بعض الأسطر المبيِّنة للمخصِّص ،وأقل هذه المخصصات حضوراً في كتب الأصوليين هو التخصيص بالبدل، حيث أغفله الأكثرون ، ومن ذكره لم يحرِّر القول فيه، ولهذا رأيت أنه موضوع جدير بالبحث ، ومما يؤكد أهمية الموضوع:
أولاً: تعلّقه بالاستنباط ، فالنظر في المخصصات يوسع مدرك النص ويبيِّن مراد الشارع، كما يفيد الناظر مُكنة في استنباط الأحكام من النص.
ثانياً: أن التخصيص بالبدل قد أعرض عن ذكره المتقدمون ـ فيما رأيت ـ وبدء ظهوره في كتب الأصوليين بشكل واضح بعد أن ذكره ابن الحاجب من المخصِّصات ، وكان صنيعه هذا مثار اختلاف بين الأصوليين من بعده ، فكانت الحاجة مُلحة لجمع كلام الأصوليين حوله مع التماس سبب إغفال الأكثرين لذكره بين المخصِّصات.
ثالثاً: أنه يبحث موضوعاً مشتركاً بين الأصوليين والنحويين ، حيث كان سبب الخلاف الأصولي في عدِّ البدل من المخصِّصات هو اختلاف النحاة في البدل هل هو على نيّة الطَّرح أو ليس كذلك؟.