دلالات اقتران إنزال القرآن بإنزال غيث السماء في سور القرآن الكريم - أسرار ومناسبات ولطائف-
الملخص
تم في هذا البحث دراسة لون من ألوان الاقتران الموضوعي ، وهو اقتران النزولين نزول غيث القرآن وغيث السماء في القرآن في مواطنها الأربع عشرة في القرآن .
وكانت خطة البحث مكونة من مقدمة وفصلين ، وخاتمة ، وثبت بالمصادر والمراجع ، على النحو التالي:
الفصل الأول : نبذة عن الاقتران عند أهل العلوم ، والمؤلفات في الحقل القرآني ، وفيه ثلاثة مباحث
الفصل الثاني : اقتران نزول القرآن بنزول غيث السماء ، وتحته مبحثان .
المبحث الأول : اقتران نزول القرآن بنزول غيث السماء في العهد المكي، وفيه أحد عشر مطلباً ، المبحث الثاني : اقتران نزول القرآن بنزول غيث السماء في السور المدنية، وفيه مطلبان.
وخلصت إلى نتائج مهمة ، وكان من أبرزها :
1-اقترنت آيات النزولين: نزول القرآن والماء الهتان في 14 موضعاً، معظمها في السور المكية إلا ما في سورتي البقرة والنور المدنيتين.
2 – في هذا الاقتران ما اتصل فيه النزولان، وفيه ما انفصل فكان بينهما فاصلٌ وهو الغالب، ومن نظر في ما تخلل النزولين لم ير الانفصال بعيداً عن تقرير قضية أساسية من قضايا العهد المكي ومعالم هداياته الكبرى.
3 – تقدم إنزال القرآن على إنزال غيث السماء في سور: الأنعام، إبراهيم، الحجر، الكهف، الفرقان، النور، العنكبوت، الشورى ، وتقدم إنزال الماء على إنزال القرآن في بقية المواطن من سور: البقرة، الرعد، فصلت، الزمر، الواقعة، النحل.
4– نَدَر أن تخلو صدور هذه السور الجامعة لاقتران النزولين من ذكر القرآن وتنويه بشأن الكتاب في أوائلها، وكان جلياً في سور: البقرة، الرعد، إبراهيم، الحجر، النحل، الكهف، الفرقان، الزمر، فصلت، الشورى، النور، وخلت منها افتتاح سور العنكبوت، الواقعة، والأنعام، لكن ميز جميعها أن هناك حديثاً مبثوثاً عن القرآن بخبر عنه أو نعت له أو صفة من صفاته في كل سورة، وربما نعت الكتاب بعظيم النعوت في أولها وآخرها وربما في وسطها كذلك، هو ملحظ منبه إليه في مواضعه المختلفة.
5 – أما آيات نزول القرآن فغرض ما عناه التنزيل من إيرادها جلي ، وهو تقرير صدق الكتاب وأنه حق منزل على محمد صلى الله علية وسلم ليس من عنده ولا من تلقاء نفسه، ودفع شبهات الخصوم وتحداهم مقرعاً لهم موبخاً عن عماء بصائرهم عن النور المبين والحق المستبين.
أما آيات نزول الماء ودفق السحاب فكان متنوعاً من تقرير دلائل الوحدانية وإثبات تفرد الله بالخلق والتدبير والتصريف لأمور الخلق في سياق منظومة من دلائل القدرة الباهرة وآيات التوحيد القاهرة، وفي إثبات أمر المعاد ويوم القيامة مقابل إنكار المنكرين واستبعاد المكذبين إلى بيان أمر الدنيا وسرعة زوالها وانقضاء زهرتها وتغير مناهجها وأنه دار فناء وغرور وكدر وتقلب وشرور.